animation مكتب صلاح شبل المحامى بالنقض و الدستورية ثلاثون عاما مترافعا أمام جميع المحاكم مستشار قانونى

الجمعة، 13 نوفمبر 2009

من أجلك أنت يا أستاذ حسام ( بين الكرنك .. والفورسيزونز و بيونسى)

بين الكرنك .. والفورسيزونز بقلم : حسام البساطى الخميس , 12 نوفمبر 2009 القراءات : 11 منقول من موقع محامون بلا قيود مع اضافة الفيديو
بادىء ذى بدء ورغبة منى فى التنويه عن مدى تعبير المقال عن مر الواقع الذى نعيشه و مدى أعجابى به و توافقى معه فقد قمت بنشره على مدونتى هذه مع أضافة تعليقى الشخصى بوضع الفيديو الذى يصور الحقيقة و الصورة ما بتكدبش و مع وافر أحترامى لشخص كاتب المقال الأستاذ/ حسام الساطى0
عجيبة بلادنا هذه ، وعجيب أمر حكامها ، وأعجب من تلك وهؤلاء أمر مواطنيها . جلست الى التلفاز أريح العقل من الفكر ، والنفس من آلام الواقع ، والجسد من شحناء أيامه الرديئة السوداء ، فكان أن قدر لي مشاهدة فيلم الكرنك ، وهو يقص علينا تصور لفترة زمنية عشناها من القهر والاستعباد والاذلال بالمعتقلات ، ترزح تحت وطأة فهم السلطة والقائمين عليها وسائل حماية الثورة من أعدائها ، كما تحكي واقع هذا الشعب من الرضى بالاستكانة والصمت والتسليم وقبول القهر واقعا وقدرا محتوما ، وبين هؤلاء وأولئك صنف من المتسلقين لبلابي الجبلة البائعين لأوطانهم وأهليهم من أجل مكاسب شخصية وأملا بالسلطان من أن يمنحهم عطاياه ، ودفع ثمن خيانتهم لأهليهم وأوطانهم . كان فيلما موجعا للعقل والفكر والجسد ، جعلت أتأمل حال تلك الفترة التي يحكي عنها ، وأقارنها بعصرنا هذا الذي نعيشه و يدعي البلغاء المنظرون بأنه عصر الحريات ، الذي يسمح لمثلي أن أبدي الرأي ولا يتم اعتقالي ومساءلتي عن تحدي السلطة والسلطان والسراق والأعوان والخونة وبائعي الأوطان . وجعلت أتساءل عن الفارق بين قهر ذاك الزمان وقهر هذا الزمان ، وهل يتساوى قهر الأبدان مع قهر النفوس والعقول والوجدان؟ وهل يتماثل هتك الأعراض مع هتك الأفكار سواءا بسواء ؟ كان الزمان الغابر زمان قهر الأبدان ، وزماننا زمان قهر النفوس والعقول والوجدان ، وهناك هتكوا أعراضنا وأبداننا واليوم يهتكون أفكارنا ونفوسنا وآمالنا وطموحاتنا ، وكلا الأمرين مُرة دعارته . بالأمس لم يكن هناك من يجرؤ على الاعلان عن التعبير عما بداخله ، واليوم نصرخ ولا مجيب كأننا نؤذن بمالطة، تركونا نخرج ما بداخلنا أولا بأول كي نستريح وتهدأ جذوة ثورتنا على واقعنا الأليم ، فيأمن الحكام تحول نيران تلك الثورة الى عمل وواقع فتنطفيء الجذوة بالتنفيس عن النفس ، ونظل نهذي كيف شئنا ونموت كمدا وحنقا وكبتا ويحيون هم حكاما آمنين على حكمهم يتوارثونه ويهنأون بحياتهم سلبا وانتقاصا من حياتنا ، وبأموالهم قنصا واستلابا من أموالنا ، فنوارى القبور ذلا ومهانة وانتكاسا وفقرا ومرضا ، ويعيشون هم ويموتون كراما هانئين أمنين منعمين . واذا أوقعنا حظنا العاثر دوما في لقاء أحد منهم أو تابعيهم ، أوجعونا كلاما ومنّا عن عصر الحريات الذي منحونا اياه ونعيش ازدهاره ، وأن الدولة هي دولة القانون والمؤسسات ، ويستطيع الكل أن يتحدث ويعبر ويسلك مسالك ودروب تحقيق الذات بيد أننا نحن المفكرون نفكر ونقرأ ونكتب ونضع تصوراتنا لحياة وغد أفضل، وهي ليست وسائل العصر وأسلحته ودواءه الناجع . وهكذا في النهاية تجدنا نحن المخطئون ، كقول أحد الوزراء ذات مرة بأننا نحن الذين لانعرف كيف نركب القطارات ( وتلك اهانة ما كان ليقبلها أحد ولكننا اعتدنا الاهانة ولانفزع لكرامتنا مطلقا )، وقول آخر أننا سبب أزمة الخبز فنحن من يهدره ويعطيه الدواب والدواجن ، ولم يفكر هذا العبقري أو ذاك ما الذي نؤكله الدواب والدواجن !! أم أنه يرى ألا موجب لوجودهما بحياتنا ، وأنهما من الكماليات والترفيه واعلان مظاهر الغنى ؟ وثالث يتهكم أين هو الفقر الذي تدعون وبمصر أكبر عدد من السيارات الفاخرة الفارهة ، وهو ما أراه يوميا ، ونسي هذا الدعي أنه يتحدث عن فئته التي تعيش معه وتجاوره بمارينا وغيرها . كما يدعي حكماؤهم أننا سبب أزماتنا الدائمة وفقرنا المدقع ، حيث أننا ننجب الأبناء ، وهو ما يؤثر سلبا على امكانية التنمية ، ونصدق نحن ولا نتساءل عن أسباب نمو اقتصادات شعوب أخرى كالصين مثلا رغم الزيادة السكانية الهائلة ، ونصدق ونقر كأن الفشل فشلنا لافشل القائمين على الأمر ، وننسى في خضم ما نقول ونسمع أنه لاتنمية أصلا يمكن أن تؤثر عليها الزيادة السكانية أو النقصان ، وأن الادعاء بتأثير النمو السكاني يؤثر على التنمية سلبا فيقر في أذهاننا صدق قول الجهابذة رغم علمنا المسبق أنه لا تنمية تحدث بل تخريب متعمد وانهيار منظم ، وأنها محض افتراءات وأكاذيب يدحضها تأمل حال كل قطاع أو مرفق بالبلاد، وأنه قول الكسالى البلداء الفاشلون ، والأدعياء المضللون المرجفون . ومن العجيب أن تكون فترة الكرنك هي فترة البناء والتشييد والتصنيع ، والازدهار الفكري والفني ، بينما فترة الفور سيزونز هي فترة الهدم والتقويض والبيع والخصخصة وافتراس مكاسب الشعب وقوته كي يهنأ الحكام والعملاء بما يسرقون من أموال البسطاء القاعدين الصامتين المخدرين . وهكذا نرى أن الظالمين بزمن الكرنك هم ذاتهم الظالمين الغادرين بزمن الفورسيزونز رغم اختلاف الزمن ، واختلاف الوسائل ، والطرق والدروب ، ولكن الهدف والغاية واحدة ، وان كان الفساد في زمننا فاق كل حد وتصور . مابال كل شيء صار قميئا مقززا ، يستدعي الى العقل الأفكار السوداء التي تأخذ من الماضي لتؤكد حاضرا أسوأ ، حتى متعة مشاهدة فيلم صارت عبئا مضافا الى ملايين الأعباء والأفكار المؤلمة ..... أترونها حياة تلك التي نحيا
!!!!